شددت الرابطة العمانية لطب النساء والولادة عقب اختتام المؤتمر الدولي الرابع والذي شارك فيه أطباء النساء والولادة وأطباء الأسرة والمجتمع والقابلات والممرضات واستمر لمدة يومين بتنظيم من وزارة الصحة إلى ضرورة اتخاذ كافة الإجراءات الطبية للمقبلين على الزواج من الجنسين للتأكد من خلوهما من بعض الأمراض الوراثية والتي قد يصاب بها الأطفال عقب الزواج.
كما أوصت إلى أنه نظرا لانتشار ظاهرة زواج الأقارب في السلطنة وظهور بعض أمراض الدم ذات الصفة المتنحية في المجتمع، ومع ثبات فاعلية الفحص الجيني ما قبل الزواج لبعض هذه الحالات في حالة معرفة الجين المسبب لمثل هذه الأمراض ؛ فقد ارتأى الفريق الطبي ضرورة إدراج هذا الفحص من ضمن فحوصات ما قبل الزواج المتوفرة في السلطنة وإيجاد وسائل فاعلة لتشجيع الشباب المقبل على الزواج للقيام بهذه الفحوصات.
وقد أكدت الدراسات ارتفاع معدل الإصابة ببعض الأمراض الوراثية بين الأطفال جراء زواج الأقارب ، علاوة على ازدياد نسبة الوفيات بين هؤلاء الأطفال.
ويرى الأطباء أن الخطورة فى مثل هذا الزواج تكمن فى الأمراض الوراثية التى يحمل جيناتها الزوج والزوجة ، ومع أن الأمراض من الممكن ألا تظهر عليهما ، إلا أنها تورث بعد الزواج للأطفال والأحفاد، أمثلة ذلك التخلف العقلى والثلاثيميا وغيرها من أمراض خلل التمثيل الغذائى، ومرض الكبد ويلسون وضمور المخ إلى جانب أمراض الدم الوراثية التى تشمل الأنيميا المنجلية ، وأنيميا البحر الأبيض المتوسط (الثلاثيميا)، ومرض الكلية المتحوصلة الذى يؤدى للفشل الكلوى.
كما يُعتقد أن مرض الصرع والأمراض القلبية وأمراض الحساسية وداء السكرى تزداد فى بعض العائلات ، وتتضاعف احتمالات توارثها بالتزاوج بين الأقارب.
وخلص الباحثون فى أبحاث أعدها خبراء الوراثة البشرية إلى أن زواج الأقارب هو السب في الكثير من الأمراض الوراثية وولادة أطفال مصابين بتشوهات جسدية وعقلية”.
هذه الأمور وغيرها دفع وزارة الصحة بالتعاون مع الرابطة العمانية لطب النساء والولادة إلى اتخاذ مثل هذه الإجراءات الطبية اللازمة للشباب المقبلين على الزواج وللتكلفة العالية للأطفال المرضى نتيجة الإصابة بأحد هذه الأمراض الوراثية والمتاعب والحياة الزوجية الكئيبة التي قد تصاحب مرض الأطفال .
لذا نحن مع هذه التوصيات من منظور شخصي ومع ضرورة الحصول على فحص طبي قبل الزواج بهدف بناء أسرة سعيدة متوافقة صحيا ونفسيا واجتماعيا.