في إطار اهتمام الجمعية العمانية لأمراض الدم الوراثية بتعزيز الدعم النفسي والاجتماعي لأعضائها، شارك ثمانية أعضاء من الجمعية في ملتقى سايكولوجية الشباب، والذي يُعد منصة هامة لمناقشة قضايا الصحة النفسية وتأثيرها على الفئات المختلفة في المجتمع، بما في ذلك فئة الشباب وأولياء الأمور. يهدف الملتقى إلى فتح آفاق جديدة لتعزيز الوعي بالصحة النفسية لدى الشباب العماني وإزالة وصمة العار المرتبطة بالأمراض النفسية.
الملتقى، الذي أقيم برعاية عدة جهات، تضمن مسارات متعددة تم تخصيصها للمشاركين، حيث تم تقسيم الجلسات إلى مسار لأولياء الأمور ومسار آخر للشباب واليافعين، بالإضافة إلى مسار متخصصين في المجال النفسي. هذا التقسيم كان ضروريًا لضمان تقديم محتوى يناسب احتياجات كل فئة بشكل مباشر ومثمر.
حرصت الجمعية على تمكين أولياء الأمور، خاصة أولئك الذين لديهم أطفال مصابون بأمراض دم وراثية مثل الثلاسيميا وفقر الدم المنجلي، من حضور الملتقى للاستفادة من الجلسات المخصصة لهم. كانت المواضيع المطروحة تهدف إلى تزويد الآباء والأمهات بأدوات وأساليب عملية للتعامل مع أطفالهم، وتقديم الدعم النفسي الذي يمكنهم من تحسين جودة حياتهم والتعايش بشكل أفضل مع ظروف المرض.
نورس المرجبي، ولية أمر وعضوة في الجمعية، عبرت عن تجربتها قائلة: “لقد كانت جلسات الملتقى مصدر إلهام كبير لي. كأم لطفلين مصابين بأحد أمراض الوراثية، وجدت الدعم والموارد التي كنت أبحث عنها. من الضروري أن نتعلم كيفية تعزيز صحة أطفالنا النفسية لنساعدهم في التعايش مع التحديات اليومية.”
بالإضافة إلى ذلك، استفاد الأعضاء المشاركون من فئة الشباب من ورش عمل تناولت مواضيع هامة مثل التفكير النقدي والتعامل مع التحديات النفسية. كما تم مناقشة كيفية استخدام المهارات الحياتية لبناء توازن نفسي وسلوكي يساعدهم على تجاوز العقبات اليومية. ركزت الجلسات أيضًا على أهمية التفاعل الاجتماعي الصحي وكيفية مواجهة التحديات النفسية التي يمر بها الشباب في مرحلة النمو.
ناصر البحري، عضو الجمعية من فئة الشباب، قال: “كانت ورش العمل فرصة رائعة لتعلم كيفية إدارة الضغوط النفسية. لقد شعرت بأنني لست وحدي في هذه الرحلة، ووجدت طرقًا عملية لتحسين صحتي النفسية ودعم أصدقائي.”
أشاد المشاركون من الجمعية بالمحتوى المقدم في الملتقى وأبدوا انطباعات إيجابية حول جودة التنظيم وتنوع المواضيع المطروحة. وقد عبروا عن أهمية هذه الجلسات في تحسين فهمهم للصحة النفسية وتزويدهم بأدوات تساعدهم على التعامل مع التحديات التي تواجههم كأفراد يعيشون مع أمراض وراثية. كما أكدوا على أهمية استمرارية مثل هذه الفعاليات لضمان تقديم الدعم النفسي المتكامل.
الجمعية العمانية لأمراض الدم الوراثية تؤمن بأن الصحة النفسية هي عنصر أساسي في تحسين حياة المصابين بأمراض الدم الوراثية، ولذلك تواصل التزامها بتوفير كافة الفرص الممكنة لدعم أعضائها سواء كان ذلك من خلال الأنشطة التوعوية أو الفعاليات مثل هذا الملتقى.



